عدلت منى من وضع سماعة الهاتف على اذنها في عصبية.
منى: حاضر يا وائل ...,حاضر.
وائل: تخلصي السكاشن الي عندك وتروحي على طول, متعديش مع اصحابك, مش لازم يعني.
منى: حاضر يا وائل, دي عاشر مرة تقولي الكلام دا, فهمت حاضر.
وائل: لو خلصت بدري هكلمك نروح سوا.
منى: حاضر ان شاء الله.
وائل: ماشي يا حبيبتي, خدي بالك من نفسك.
منى: مش هتوه نفسي حاضر.
وائل: طيب يا ظريفة, يلا,..سلميلي ع البنات, سلام يا موني.
منى: سلام يا حبيبي.
اغلقت الخط والتفتت لسارة وميرنا اللتان كانتا تتنظراها وهما تتحدثان.
منى: اووف, ميت مرة يقولي ويأكد عليا, خلصي يا منى وروحي على طول ,خلصي يازفتة وروحي, منا سمعتك اول مرة.
وائل: طيب هو مش هنا في الجامعة, مجتيش معاه ليه؟.
منى: اصله جاي من بدري, انا قلت اجي براحتى, وبعدين ييه, حرام عليكي, عايزاني كنت اسمع الموشح الي اتقالي في التليفون دا طول الطريق, وتروحي بدري, ولو شفتي حد من اصحابك الصبيان سلمي وامشي على طول متقفيش, وبطلي الضحك والدلع بتاع البنات في الجامعة دا, ناقص يقولي متعديش الشارع لوحدك, كأني جاية اول يوم مدرسة.
ميرنا: ماهما كلهم كده, يعني عندك خالد يقولي متسلميش على رجالة خالص, اقوله طيب واصحاب بابا الناس الكبيرة دي الي بتمد ايدها وتحرجك, يقولي ابدا, اقوله دا راجل اد ابويا يقولي برضة.
سارة: طيب ماهو عنده حق.
ميرنا: اه ,على الناس بس, لكن لما يجي يمسك ايدي واقوله حرام , يعملهالي حكاية, يعني انتي تسلمي على الرجالة الغرب, وتيجي تقوليلي انا حرام,ويزعل ويتقمص وتبقي ليلة, المباديء مبتتجزأش, مش على الناس كل حاجة حرام, وعليه حلال يعني.
منى: بس انا عارفة وائل بيعمل كده ليه؟.
سارة: عشان احمد يعني؟.
منى: اه, يعني وهو احمد مثلا لو شافني هييجي يسلم عليا.
سارة: انتي مكنتيش قلتيله انه كلمك؟.
منى: لا طبعا, انتي مجنونة, دا لو عرف خلاص بقي , يسيبني ويريح دماغه مني.
سارة: ليه يا بنتي ؟, انتي مش ممشياها معاه صراحة؟.
منى: بس الحاجات دي بقي متتقالش, يعني انا لو رحت قلتله ان احمد كلمني, كأني برجع الموضوع دا تاني ينط في حياتنا, وبشككه فيا بنفسي, ومهما افهمه اني هزأته وبهدلته مش هيصدق,يا سارة مش كل حاجة تتقال كده.
ميرناا: المهم ميكونش الزفت سجلك ولا حاجة.
منى: حتى لو سجلي, انا مقلتش حاجة غلط, انا كل الي قلته انه يبعد عني بقي وانا بحب خطيبي.
ميرنا: تفتكري ممكن يكون في الكلية النهاردة؟.
منى: مفتكرش , احمد معادلوش اصحاب كتير هنا خلاص, عشان قطع من الكلية السنة الي فاتت, وعشان بيشتغل, مفتكرش هييجي في تاني اسبوع كده, اكيد هيعدله شهر في البيت.
ميرنا: والله انتي ادرى.
توقفت سارة امام المبني الذي به السيكشن.
سارة: تصدقو بالله, انا ماليا مزاج ادخل السكشن دا اصلا.
منى: لا, بقلك ايه, ليطلع وائل كده ولا كده يتمشي يلاقيني قاعدة, يقولي مدخلتيش ليه امال انتي جاية ليه, تعالي يا بنتي ندخل, انا مش ناقصة كلام من حد.
ميرنا: هما هياخدو الغياب؟, انا حاساهم السنة دي سخنين علينا اوي.
سارة: لا احنا الي خدنا علي الاستعباط.
منى: لا حول ولا قوة الا بالله.
سارة: خير.
منى: لفو وشكو , رشا قدامي اهي.
اشاحتا بوجيههما بعيدا وسارة تقول.
سارة: ودي ايه الي لسه بيجيبها هنا دي؟.
منى: انا اسمع انها لسه مع عبد الحميد, تلاقيها جياله.
سارة: ربنا يهديها بقي وتعقل.
ميرنا: يهدي مين؟, رشا عادي؟؟, دي ماركة مسجلة.
سارة: بس يا ميرنا متتكلميش على البنات.
منى: ياربي , دنا مش هخلص من وائل, لو جت وكلمتني.
نظرت سارة تبحث عنها.
ميرنا: لا هي مش واخدة بالها مننا اصلا,فيه واحدة وقفتها هناك , مديانا ضهرها.
منى: انا مش عارفة انا هخلص امتى من الحكايات دي بقي.
سارة: ماهو على قد ما دخلتي في علاقتك باحمد, على قد ما هتاخدي وقت تخرجي منها.
منى: يانهاري؟, يعني هعد سنة ونص اعصابي مشدودة كده؟؟.
سارة: ههههههه, يعني مش اوي كده, يعني لو شيلنا منهم اول كام شهر الي كان لسه بيظبطك فيهم, يبقي هتصفصف على سنة.
منى: انتي بتهذري انتي كمان, دنا والله هتجن من الموضوع دا, حاسة ان وائل مش مرتاح رغم انه بيحاول ميبينليش دا.
سارة: اصل هو معذور, يعني انا بيتهيألي ان اي حد عنده هيكون اهون من احمد.
ميرنا: طيب بس الي حصل بقي , نعمل ايه في حظ البنت الغلبانة دي.
منى:حظي انا وحش؟؟, طيب دنا حظي بالدنيا اني وقعت في واحد زي وائل ميتقدرش بمال, عقل ايه واخلاق ايه, وبيحبني بطريقة عمري ما حستها حتى مع احمد, بيحبني بالافعال مش بالكلام, انا فعلا بقوم وانام احمد ربنا عليه.
سارة: ايه دا كله؟؟, الله يرحم زمان , مكانش حد بيعرف يقول كلمه حلوة في حقه قدامك.
منى: والله يا سارة, انا نفسي مستغربة, صحيح احنا على طول بنشد مع بعض, بس كل دا ولا ييجي حاجة في خناقاتي انا واحمد, يعني وائل عمره ما جرحني ولا غلط فيا حتى وهو غضبان,ولا اتهور واتعصب زي احمد, والله انا حاسه اني بحبه بجد واتعلقت بيه اوي, ربنا يخليه ليا.
سارة: انتي مش عارفة بجد انا مبسوطالك قد ايه.
ميرنا: وانتي بقي مش ناويين نفرح فيكي ؟؟.
سارة: ايه؟, عندك عريس؟.
منى: اه صحيح يا بت انتي, انا مش كنت كلمتك على موضع اخويا؟, لا كلمتي مامتك ولا عملتي حاجة.
سارة: منا كلمتها , انا مش قلتلك يا ميرنا, قالتلي اني مينفعش افاتح بابا في دا وانا لسه في تانية ولا تالتة, يا اما هفتح عنين بابا عليا, واخليه ياخد باله مني ومن علاقتي بيكي يامنى, هيفتكر ان فيه حاجة بيني وبين اخوكي.
ميرنا: انتي باباكي مخنق عليكو كده ليه؟, مشافش بابا الي كان هيخطبني لمازن وناقص يجيبله الشبكة والشقة كادو, كأني قاعدة على قلبه.
سارة: اصل بابا بيحبنا اوي ,وبيغير علينا اوي.
نظرت ميرنا خلف منى في حذر, ثم قالت.
ميرنا: ااااه, يلا بقي ندخل بسرعة عشان مطلعتش جاية لعبد الحميد.
فالتفتت سارة تنظر , رأت احمد يقترب من اخته ,فقالت في ذعر.
سارة:طيب يلا بقي عشان انا كنت حاسة ان النهاردة مش هيعدي على خير.
لم تنظر منى لتتحقق من كلامهما, انها لاتريد ان ترى احمد, لا تريد حتى ان تلمحه, فبمجرد ان علمت بوجوده, وجهت نظرها للارض, وفارقتهما في سرعة تسبقهما للداخل.
م* يارب استر يا رب
**************************
قالت رشا بمجرد ان اقبل عليها اخاها.
رشا: ايه مشفتش خنقة؟ , كانت واقفة هنا من شوية.
التفت احمد يبحث بعينيه في سرعة عن منى, فلم يرها.
احمد: فين؟؟.
رشا: هناك عند السلم, معرفش كنت لسه شايفاها حالا ,تلاقيها مشيت على ما كلمت هدي.
احمد: تفتكري تكون طلعت ولا مشيت؟.
رشا: طالعة المدرجات يعني؟, معرفش, مشفتهاش بجد.
فنظر مرة اخرى يبحث عنها في وجوة الفتيات, فلكزته اخته.
رشا: ايه ياعم الحبيب, دنا كنت ما صدقت انها اتخطبت وغارت, ايه سابت خطيبها ولا ايه؟.
احمد: معرفش, متعرفليش انتي؟.
رشا: لا ياسيدي, بس لو عايزني اطقسلك.
احمد: لا مالوش لزوم, مش عايزها تعرف اني بسأل عليها لسه.
رشا : انت ايه نظامك؟,قلبت رشا ولا ايه؟.
احمد: هي الي قلبتلي دور خنيق كده, انا مش ناقص.
رشا: احمد , انت بتستهبل, انت عايز تخسرني صاحبتي؟؟.
احمد: هي مبتحكلكيش ولا ايه؟, انتو بقكو في ودان بعض دايما, روحي اسأليها, والله هي واخداني وعارفة انا ايه, مترجعش تشتكي بقي.
رشا: متستندلش, انت كده هتخليني اخسرها.
مال عليها احمد وقال بلؤم غاضب .
احمد: يعني مكانش حد قالك حاجة لما خسرتيني كريم ,ولا نسيتي؟.
رشا: دانتا رخم رخامة, انا اصلا هسيبك وهمشي, هتروح فين دلوقتي؟.
احمد: انا؟؟,لا انا قاعد هنا شوية.
أ*لما اشوف منى راحت فين
واشعل سيجارة وجلس في مكانه المعهود الذي يطل على الكلية بأكملها.
******************
استبد باحمد الملل وهو ينتظر ظهور منى, وشعر بالغضب اكثر اذ لمح وائل يتنقل في ارجاء الكلية,ولولا تأكيد اخته له انها رأتها لانصرف منذ فترة, وجال بخاطره ان يتصل بها لكنه تراجع ماذا لو لم تجب عليه؟,انه يريد ان يفاجئها , فالمفاجأة نصف المعركة, وقاوم رغبته الملحة في الجلوس بعد فترة, وقرر الانصراف, لربما لم تكن منى من رأتها رشا, او ربما انصرفت, وقبل ان يذهب لمح اخر شخص كان يتوقع رؤيته في الكلية, لمح مريم, فاقبل عليها من بعيد مبتسما.
أ* مريم تاني,رايح فين يابني؟, انت مبتحرمش؟؟
مشفتهاش بقالي كتير في الشغل, والله ليها وحشة
انت يا بني اهبل, مش كنت جاي تشوف منى, اوام غيرت دماغك
منى ابقي اكلمها باليل ولا حاجة, بس ساعة الحظ متتعوضش, من امتى كنت بشوف مريم في الكلية عندي, الحاجات دي فرص
يعني هتروحلها تقولها ايه,انت عايزها تفرج عليك الكلية
معرفش , هقولها اي حاجة والسلام
طيب خد بالك, ومتضيعش نفسك
متخافش عليا,...جايلك يامريم